والدتي تبلغ اليوم سن الثمانين

والدتي تبلغ اليوم سن الثمانين

أكرمنا الله سبحانه وتعالى بأن بلّغ والدتنا سن الثمانين اليوم، حيث هي ولدت يوم 29 فيفري 1936 بمدينة مساكن من ولاية سوسة بالجمهورية التونسية. ونحن نسأل الله لها أن تحيا حياة طيبة وأن يجزل لها الله سبحانه وتعالى لها الأجر والثواب على ما أعطته لنا جميعا من عطف ورعاية وحماية ونصح وإعانة منذ نعومة أظفارنا. ووالدتي هي زهرة بنت عثمان بن علي بن الحاج محمد بريري، وابنة عويشة بنت عمر الباشا براهم. كانت المولود البكر لوالديها. لم تتعلم يوما لا في كتاب ولا في مدرسة، ونشأت أمية قراءة وكتابة. سرعان ما حجبها والدها في دارها كسائر بنات جيلها. تزوجت من ابن خالتها (لطيفة براهم زوجة بلقاسم بن محمد بن خليفة رويس) الأستاذ الشيخ محمد الطاهر رويس، المعلم ثم الأستاذ بالتعليم الثانوي، الفقيه وصاحب التصانيف المعروف، والذي بنى بها سنة 1956، فولدت له خمسة أبناء: جلال الدين (طبيب، 1957)، منير (أستاذ جامعي اختصاص تاريخ، 1958)، نجيب (مهندس، 1960)، محمد (طبيب، 1963) ولطفي (قانوني، 1968). كلهم متزوجون ولهم عقب.

وعرفت والدتي بحرصها على القيام بالتزاماتها الدينية، وميلها للصمت، وبرجاحة العقل، والذكاء الوقاد، والشخصية الكاريزمية القوية، وصبرها على الشدائد ونوازل الزمان ونوائب القدر. ساهمت بحرصها في نجاح أبنائها وتفوقهم في دراستهم. خططت بنجاح كبير وحنكة في حياة أسرتها وأسر أبنائها لاحقا، وشاركت في معظم المناسبات للعائلة الموسعة في التدبير والمعاونة، وكانت دوما تتبوأ مقام الزعامة والريادة.

أكرمها الله بالحج والعمرة والإقامة مع الوالد ثلاثة أشهر ونيف بمكة المكرمة سنة 1988. وقد يسر الله لها العودة سنة 2010 للعمرة مجددا.

تمضي أكثر أوقاتها حاليا في الذكر فهي تصل الألفية بالأخرى، والاستماع للقرآن الكريم من شرائط لمقرئين ترتاح لتلاوتهم مثل الشخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبد الرحمن السديس وغيرهم. وبالرغم من إصابتها بأمراض عديدة فإنها أحرص ما تكون على عبادتها.

وبالرغم من تقدمها في السن، فإنها ما زلت مصرة على الحجاب الشرعي، وتتمنع عن الاختلاط بالرجال ولا تقابل إلا المحارم منهم، كما نشأت منذ صباها الأول. فهي ترفض أن تبدل أو تغير ما شبت عليه. ومن شب على شيء شاب عليه.

نسألل الله أن يلهمنا برها، والدعاء لها بالرحمة كما أمرنا ربنا عز وجل، حتى ترضى عنا، فيرضى عنا ربنا سبحانه وتعالى.

ورحم الله والدي الذي مات وهو عنها راض، ونسأل الله أن يجمعنا بهما جميعا في مستقر رحمته، يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من جاء بقلب سليم.

حفظ الله والدتي ورعاها، ومتّعها بالصحة والعافية، ورحمها برحمته الواسعة، في الدنيا والآخرة، كما ربتنا صغارا.

د. جلال الدين رويس

 

facebook

اترك تعليق