النّظام الغذائي لاعتلال القولون المزمن

النّظام الغذائي لاعتلال القولون المزمن

اعتلال القولون المزمن مرض يصيب القولون المعروف بالعامية باسم “المصران الغليظ” أو “المصران الخشين”، وأبرز علامات مرضه: آلام متكررة في البطن قد تصبح أحيانا حادة جدا مصحوبة بالشعور بالانتفاخ في البطن وحصول اضطراب في الهضم، مع كثرة إطلاق الريح والتجشؤ، والتداول بين الإمساك والإسهال، والتعفن (تصبح رائحة الريح والبراز نتنة). وكل هذا يسبب قلقا شديدا للمريض ويجعله في حيرة من أمره، فما من شيء يأكله مهما كان بسيطا إلا وسبب له كثيرا من القلق والألم، مما يزيد في تضاعف ألمه واشتداده.

وقد ثبت أن للمشاكل النفسية والإكتئاب والقلق أثر بالغ في بروز هذا المرض واستفحاله أيضا. وقد لاحظنا أن أغلب المصابين باعتلال القولون هم من مرهفي الحس، وأكثرهم يعانون من الوسواس والقلق نتيجة كثرة التفكير أو الإرهاق في عملهم. وإلى جانب الأعراض التي تحدث لهم على مستوى البطن والقولون -كما رأينا- تتكون لهم أعراض القلق النفسي الأخرى مثل الغثيان وفقدان الشهية والإحساس بالخمول والإرهاق الدائم مع خفقان وسرعة في ضربات القلب والصداع المتكرر والشعور بالدوخة. فإذا وجدنا كل هذه العلامات أو بعضها، غلب على ظننا أن اعتلال القولون ما هو إلا تعبير جسمي عن توتر نفساني، وهو ما يمكن أن نسميه “اعتلال القولون المزمن العصبي”.

وتفاديا لكل سهو أو خطإ، يجب القيام بفحص سريري كامل وربما بعض الفحوصات الأخرى كي نتحقق من سلامة القولون من أمراض أخرى عضوية قد تعطي نفس العلامات مثل مرض القولون التقرحي maladie de Crohn أو مرض الطفيليات الأميبي amibiase colique مثلا، فإن تحققنا من سلامته من ذلك وجب معالجة المريض على أساس أن مرضه عصبي بدرجة أولى وذلك بإعطائه بعض المهدئات الخفيفة، وطمأنته على عدم خطورة مرضه وبساطتها، ثم اللجوء إلى اتباع نظام غذائي حسب حالة كل مريض، وهو ما يمثل التدخل الأنجع في هذا الميدان، وهو ما سنبينه في الحال.

1 – في كلّ الحالات:

يجب الإمتناع بصفة نهائيّة عن تناول الأغذية التّالية :

– المشروبات الكحوليّة والغازيّة والتّوابل (البهارات) بأنواعها المختلفة (فلفل أكحل، تابل، كمّون، كروية، فلفل أحمر الخ…) والقهوة والشّاي. وننصح بالإقلاع عن التدخين، فإن كان ولا بد، فلا بد من التقليل منه وعدم التدخين على الخواء أبدا (حين تكون المعدة فارغة)

– بعض الخضر التي يكون هضمها صعبا وذلك مثل المآكل التّالية: الكرنب، البروكلو، الطّماطم النيئة، السبانخ، الخرشف، القرع…

– أغلب البقول غير المطبوخة مثل: الفجل، الفقوس، الكرافس، الجزر النيء، الخس…

– كلّ المقليات fritures ( بطاطا، بيض، سمك) وكذلك الدّهون المقليّة، غير أنّ البيض الطّازج يمكن تناوله.

– الفواكه لا تؤكل إلاّ إذا كانت ناضجة تماما ويحبّذ تناولها مطبوخة، وننصح بتجنب الفواكه كثيرة البذور مثل التين الشوكي (الهندي) مثلا

– الحليب ومشتقاته: ننصح بعدم الإسراف في تناوله خاصة إذا لاحظ المريض أنها تسبب له عسرا في الهضم كلما تناولها. غير أننا ننصح بتناول الجبن الطري وكذلك الياغورت غير الدسم فهي سهلة الهضم مفيدة للجسم.

2 – في حالة الإمساك (القبض) :

– يجب الإكثار من تناول الخضر الطّريّة والمطبوخة مثل: اللّوبياء الخضراء، السّلطات، الجزر، التّين، والخوخ الممروس منذ ما لايقل عن 24 ساعة.

– لا بدّ من شرب لتر ونصف من السّوائل وخاصّة الماء على الأقل في اليوم.

3 – في حالة تكاثر الغازات وكثرة إطلاق الرّيح:

ننصح بالإمتناع تماما عن تناول الأطعمة التّالية:

– الخبز الطّري السّخن ويفضّل اليابس البائت

– البطاطا والفواكه الجافّة (حمص، فول، جلبانة، لوبياء بيضاء، عدس الخ…)

-المرطّبات والعسل والمربّات confitures

– الجبن المخمّر

– الفواكه التّالية : الزّبيب، الموز، المشمش، كلّ الحمضيات (برتقال، ليمون، مادلينة…)، عصير التفّاح والخوخ والعنب.

4 – في حالة الآلام الشّديدة للقولون:

لا بدّ من الإمتناع تماما عن تناول الأطعمة التّالية :

– الخبز وكلّ العجينيات بأنواعها (كسكسي، مكرونة، محمّص…)

– الباطاطا والرز والبقول الجافّة والطّريّة أيضا

– الفواكه النيّة وكذلك المطهيّة

وفي هذه الحالة ننصح بتناول المآكل التّالية:

– اللّحوم المصليّة أو المشويّة أو المطهيّة

– الأسماك غير الدّسمة (البيضاء خصوصا)، البيض، الجبن

– السّكريات، المربّى المجمّد (المعجون)، عصير الفواكه

– الزّبدة النيّئة

5 – في حال التّعفّن:

يجب الإمتناع عن تناول الأطعمة التّالية: ذبْح الحيوانات (الكرشة، الدوّارة، العصبان…) ، لحوم الصّيد، القشريات، اللّحوم مصليّة أو مشويّة.

ويسمح في هذه الحالة بتناول كمّية معتدلة من الرز كما يسمح بإضافة شيء من العسل ولكن بكمّية صغيرة وكذلك الأمر بالنّسبة للياغورت.

د. جلال الدين رويس

facebook

اترك تعليق