النظام الغذائي لـ «الإمساك»

النظام الغذائي لـ«الإمساك»

 

         الإمساك هو العجز أو الصعوبة البالغة التي يجدها الشخص في التبرز (إخراج الفضلات) عن الطريق الطبيعي وهو فتحة الشرج في مواعيد محددة وحسب كمية مناسبة ونوع طبيعي مألوف، مما يسبب للمريض آلاما وقلقا كلما أراد الإفراغ، تزداد حدته مع مرور الوقت حتى يصبح الذهاب إلى «بيت الراحة» عذابا متجددا. وهذا المرض يصيب النساء أكثر من الرجال (امرأة على ثلاثة تعاني من الإمساك مقابل رجل على ثلاثين). وهو في أغلب الأوقات مزمن منذ الولادة أو حديث الظّهور بمناسبات معروفة مثل السفر أو المبيت خارج المنزل أو ملازمة الفراش عند المرض أو الحمل عند المرأة أو عند الإصابة ببعض الأمراض على مستوى القولون أو الأعضاء القريبة من المستقيم. ولا يختلف التصرف في جميع الحالات، ما عدا الأخيرة (الإصابة بالأمراض) فقط والتي تستدعي القيام بالبحث الدقيق عن السبب الحقيقي لظهور مفاجئ لإمساك عند شخص سليم منه سابقا والذي يجب أن يوكل أمره إلى الطبيب المباشر.

        نصائح عامة لكل الحالات:

المطلوب من المصاب بالامساك ان يلتزم بالنصائح التالية:

   * التعود على الذهاب إلى بيت الراحة بانتظام، كل يوم أو كل يومين، في وقت ثابت، مثلا كل صباح، ولو لم تكن هنالك رغبة حقيقية في التبرز، لأن ذلك يمثل تدريبا للجهاز الهضمي على الإفراغ بصفة دورية محددة ومنتظمة، وتنشيط لحركة الأمعاء والقولون ينتهي -بمرور الوقت- بإتقان عملية الإفراغ والتخلص من الإمساك. ولكن لا يجب أن تكون عملية التبرز مصحوبة بضغط على المستقيم والشرج للتخلص من الأوساخ لأن ذلك قد يسبب مضاعفات تعكر حالة المريض كأوجاع الرأس وآلام أسفل البطن وربما التسبب في بعض الأحيان في إلتهاب للزائدة الدودية وظهور البواسير والشق الشرجي. كما لا يجب التعلل بضيق الوقت أو عدم ملاءمة المكان أو الموقف أو الحالة للإمتناع عن الذهاب إلى المرحاض وتأجيل عملية الإفراغ، فإن ذلك يسبب على طول المدى في ظهور الإمساك إذا لم يكن موجودا وتعكره إذا وجد.

         * شرب كمية من الماء والسوائل لا تقل عن لتر ونصف اللتر يوميا قبل وأثناء وبعد الوجبات الغذائية. وقد ثبت أن الصوم وقلة شر ب الماء من الأسباب الأساسية للإمساك.

         * تناول المواد الغذائية التي تحتوي على نسبة عالية من الألياف. وهذه الأطعمة تندرج ضمن المواد السكرية، ولكن بحكم تكوينها لا تتحلّل ولا تتحوّل في داخل الجسم أثناء عمليّة الهضم. وهي تخرج منه دون أن يستفيد منها غذائيا، وعادة ما نجدها على حالتها في فضلات الإنسان. وهذه الخاصيّة تجعلها مفيدة خاصّة في حالة الإصابة بالإمساك.

         وتتوفّر الألياف الغذائيّة عموما في قشرة ولحاء النّباتات. وأهم الأغذية المعنية هي:

         – النخالة

         – البقول الجافة: البازلاء، اللوبياء، العدس

         – المواد المصنوعة من الحبوب المختلفة على حالتها الخام: الخبز الكامل مثلا

         – البقول الخضراء: السبناخ،السلاطات، الخس، القنارية، الكرنب، البروكلو، الكراث…

         – الغلال: كلها وخاصة الحمراء منها (الفراولو، حب الملوك، توت العليق…)، والغلال بالقشرة (تفاح، إجاص، سفرجل، خوخ، مشمش، بوصاع…)، والغلال الجافة ( التين، الخوخ، العوينة…)، ويحبذ تناول الغلال صباحا على الريق، مثلا: تناول الخوخ وكذلك شريحة التين التي يجب نقعها في الماء طيلة ليلة كاملة.

         ونشير إلى أنه كلما كانت النبتة يابسة وصلبة، كلما كانت تحتوي على نسبة أكبر من الألياف. ويجب الإنتباه إلى أن طبخ أو تصنيع هذه الأغذية يفقدها صفتها بحيث تتحطم كل الألياف، ولذلك لا يعوض المربى (المعجون) أو الخشاف ( الكمبوت) الغلال التي تأخذ منها بل يجب أن تستهلك على حالتها الأولى بقشرتها.

         * الامتناع عن تناول الأغذية التالية: اللحوم المجمدة، المصبرات والمربى، التوابل المختلفة، القشريات، الرخويات، المشروبات الكحولية بأنواعها.

         * التنقيص من تناول الأطعمة التالية: اللحوم، الأرز، العجين مثل المكرونة والشربة والكسكسي، السميد، الحليب، الشيكولاطة، وخاصة الخبز الأبيض المصنوع من الفارينة الذي يتسبب لوحده في 80% من حالات الإمساك الحالية، والذي ننصح بتعويضه بالخبز الأسمرالكامل مثل الذي يصنع يدويا في المنازل (“الخبز العربي”).

         * إضافة شيء من الزّيت للسّلاطة، ونحبذ أن يكون زيت البارفين الطبيعي أو المعطر فهو يساهم في تيسير تقدم البراز داخل القولون والمستقيم ويليّنها ويسهّل خروجها، ولكنّنا نرى الإمتناع عن تناول أيّ دواء آخر وخاصة المسهلات المهيّجة الكثيرة الضّرر برغم سرعة فعاليّتها.

         * التعود على مضغ الأكل مضغا جيدا وبطيئا، وخاصة عند المسنين الذي يجب العناية الكاملة بأسنانهم وتركيب طواقم اصطناعية سليمة وعملية لهم حتى تستساغ الأطعمة وتتناول بعناية وشراهية.

         * التخلص من قلّة الحركة وخاصة عند الموظفين والمتقدمين في السن، واستبدال ذلك بالنشاط في المشي مثلا الذي يجب أن يكون بخطى حثيثة، وننصح بالقيام ببعض الحركات البسيطة لتقوية عضلات البطن لكي تسهل عملية الإفراغ.

        الإمساك عند الرضّع والأطفال:

         *إذا كان الرضيع يرضع صدر أمه فإنه قلّما يكون عرضة للإمساك، فإذا حدث ذلك فإننا ننصح بالتثبت في ما تأكله الأم وفي حالتها. وقد لاحظنا بالممارسة أن الأم التي تعاني من الإمساك عادة ما يكون ولدها الرضيع عرضة لنفس المشكل، وإنه كلما تخلصت منه فإنه ذلك يكون لوحده كفيلا بشفاء الرضيع. كما لاحظنا أنه كلما كان غذاء الأم دسما، كثير التوابل، وكذلك به استهلاك مفرط للحليب واللحوم كلما كان الرضيع عرضة للإمساك.

         * أما إذا كان الرضيع يتغذى بالحليب الصناعي أو بحليب البقر فإن احتمال إصابته بالإمساك وارد جدا. وننصح في هذه الحالة باستبدال الحليب المحلى بالسكر بآخر غيرمحلى وإضافة شيء من العسل مع كل رضعة. وننصح بإطعامه وجبة من الفارينة المحلاة بالعسل ابتداء من الشهر الرابع ( تباع في الصيدليات). ويمكن إعطاؤه شيئا من عصير الخوخ أو البرتقال ( من 1 إلى 3 ملاعق قهوة في اليوم). وإذا تقدم في السن كانت الخضروات وبقية الغلال كفيلة بتخليصه من الإمساك.

         * إذا استمر مع الطفل الإمساك بالرغم من تناوله لطعام الكبار فإننا ننصح بالتنقيص من الأغذية التالية: الحليب (الإقتصار على كوبين في الـ 24 ساعة )، البيض (الإكتفاء بـ 3 بيضات في الأسبوع )، الشيكولاطة، السكر، الحلويات، المثلجات والمرطبات، اللحوم وخاصة الحمراء منها. هذا بالإضافة إلى النصائح الأخرى التي أوردناها آنفا.

        نصائح عملية أخرى:

         * عند الإستيقاظ من النوم، تناول ملعقة أكل أو ملعقتين من زيت الزيتونة مع شيء من ملح الطاولة وبعض القطرات من عصير الليمون وشيء من الخبز الأسمر الكامل.

         * تناول على الريق كأسا من الماء المثلج

         * تناول نصف كوب من عصير البطاطا المطبوخة طبخا جيدا على الريق صباحا وآخر عند النوم مساء.

                     د. جلال الدين رويس

facebook

اترك تعليق